ربما حان الوقت لأن تغير نظرتك المعتادة عن كيفية الاستثمار وجني الارباح ، فالفكر الشائع الذي يتمثل بأن المشروعات التي تجني ارباح ضخمة لابد ان تبدأ برأس مال ضخم قد اقتربت من الانتهاء .

وقد اختلفت تلك الرؤية عندما بدأت فكرة الاقتصاد التشاركي فالظهور لتنتشر بسرعة فائقة وتحتل اجزاء ضخمة من الاقتصاد مثلما انتشر الانترنت في السنوات السابقة ..

تتلخص فكرة الاقتصاد التشاركي في القدرة على تقديم خدمة تمتلك مصدرها بالفعل ، او توصيل عارض الخدمة بطالبها .. وبعرض اكثر تبسيطًا تتمثل الفكرة في امتلاكك لسيارة او منزل على سبيل المثال تقوم بتوفيرها لمن يرغب نظير مبلغ من المال ..

الى هنا تعتبر الفكرة لا تمتلك جديدًا بل ربما تشعر بتواجدها منذ زمن ، لكن على العكس تمامًا فلو امعنت النظر في اهم مثال على تلك الفكرة وهي شركة اوبر ، والذي قامت على توصيل من يمتلك سيارته الخاصة ويريد تقديم خدمة التوصيل لمن يرغب ، ستجد ان هذه الخدمة صارت متاحة بسهولة بل ويوجد العديد من الشركات الاخرى الذي تقدمها غير شركة اوبر .

لكن ماذا كان يوجد قبل شركة اوبر و مقلديها ؟ ..

من هذا السؤال ستدرك ان مثل هذه الفكرة من سنوات بسيطة كانت ثورة في عالم الاستثمار حقًا ، فكرة بسيطة بدأ مؤسسها ترافيس كالانيك في تنفيذها وجني مليارات الدولارات من ورائها دون اعتماده على رأس مال ضخم كالمعتاد في عالم الاستثمار ، ليتمكن من تحقيق ارباح تعجز عنها صناعات كبرى تتجاوز رؤوس اموالها مليارات الدولارات ..

ومثلما تعتبر تلك الفكرة ثورة في عالم الاقتصاد في وقتها وحتى الان ، فمازال العديد والعديد من الافكار لم تظهر بعد ، و مازال الكثير من الخدمات التي يطلبها العالم لم توفر بهذه السهولة والاريحية مثلما حدث في عالم المواصلات ..

بل دعنا نخبرك بأنك حتى لو لم تمتلك فكرة جديدة لتوفير خدمة فهذا لا يعني انك غير قادر على المشاركة في نظام الاقتصاد التشاركي ، حيث لا يقتصر الأمر على مؤسسين تلك الشركات ، بل لكي تصبح من المؤسسين يومًا ما فمن المنطقي ان تمر بإحدى التجربتين الآتيين ، فالأفكار العظيمة لا تأتي هكذا من الهواء ..

اولى التجارب ان تكون من احد مقدمي الخدمة في إحدى تلك الشركات لتتعلم كيف تعمل وعلى ماذا تقوم وتعتمد ، والاهم ما الذي ينقصها رغم ذلك ، فمهما كانت الافكار مكتملة في نظر البعض الا ان بها من الثغرات ما يمكنك من اكتشاف فكرة جديدة ، وهذا قد حدث بالفعل عندما اغفلت شركة اوبر الطبقات الاجتماعية الاقل والتي لا تقدر على استئجار سيارة بأكملها ، فظهرت شركات جديدة تقدم الخدمة لتلك الطبقات بما يتناسب معها عن طريق الاتوبيسات الصغيرة .

اما التجربة الثانية ان تبدأ كمقلد  ، فمهما بلغ حجم الشركة الاولى للفكرة في تقديم الخدمة الا انه لا يمكن لشركة واحدة ان تغطي جميع الطلب في السوق ، ولذلك ترى العديد من الشركات التي تقلد نفس الخدمة وتزداد ارباحها رغم ظنك ان شركة واحدة كانت تكفي ..

والامر هنا لا يتمثل فقط في التقليد بل في كيف ستكمل الطريق من حيث انتهى الاخرون ، كيف ستطور تلك الفكرة اكثر واكثر ، فكلما قدمت الخدمة بطريقة افضل وبسعر اقل كلما نجحت وجنت الاموال اكثر .

واذا لم تقتنع بذلك فدعنا نخبرك بأن شركة اوبر لم تكون الاولى بل كانت افضل مطورين الفكرة ، حيث ظهرت العديد من الشركات في البداية بهذه الفكرة ثم آتت شركة اوبر لتطور كل نقاط الضعف التي شابت تلك الشركات  .

والان من يمتلك السوق ؟