في ظل أوقات اقتصادية عصيبة يمر بها العالم تحاول مصر ان تنهي العديد من المشروعات القومية التي ظلت لسنوات ساهرة على انشائها للنهوض بعجلة الاقتصاد نحو الأمام وخلق مستقبل أفضل للأجيال القادمة ، ويعد على رأس تلك المشروعات القومية والتي يقع على عاتقه الحلم الأكبر هو مشروع انشاء العاصمة الإدارية الجديدة .

يتم انشاء العاصمة الادارية الجديدة في اهم موقع استراتيجي يقع على طريق القاهرة السويس بالقرب من التجمع الخامس وتبعد عن العين السخنة ٦٠ كيلو فقط ، وبالإضافة إلى موقعها المتميز للغاية فالعاصمة الادارية يتم انشائها طبقًا لأحدث طراز معماري عالمي ، حيث يتم انشاء المدينة لتصبح مدينة ذكية بشكل كامل .

وعلى مساحة شاسعة يتم تأسيس العاصمة الادارية لتكون مدينة متكاملة تمامًا لا ينقصها أي مؤسسة حكومية او خاصة او أي نوع من الخدمات المختلفة ، بل يتم نقل الفروع الرئيسية لبعض المؤسسات والخدمات إلى العاصمة الإدارية .

ويعد مشروع انشاء العاصمة الادارية الجديدة والانتهاء من افتتاح المرحلة الأولى منها في وقت قريب ، هي نقطة تحول فاصلة في تاريخ جمهورية مصر العربية ، حيث يعد هذا المشروع بمثابة مشروع قومي لدفع عجلة الاقتصاد المصري للتنافس مع كبار الدول الاقتصادية حول العالم ، حيث ستصبح العاصمة الادارية محط انظار العديد من المستثمرين حول العالم ، والذي بدأ عددًا منهم تمويل بعض الاستثمارات في العاصمة الادارية منذ الان ، وتتراوح قيمة الاستثمارات للمرحلة الاولى من ٧٠٠ مليار ل ٨٠٠ مليار جنيه مصري .

ومن اهم الانجازات التي اقترب الانتهاء من انشاءها في مدينة العاصمة الادارية الجديدة ، مطار العاصمة والذي سيصبح من أضخم المطارات في مصر والشرق الاوسط .

أما عن طرق الوصول لمدينة العاصمة الادارية الجديدة ، فيتم انشاء اضخم مشاريع النقل والموصلات في تاريخ جمهورية مصر العربية  بإنشاء المونوريل ، والذي سيكون اول قطار كهربائي في تاريخ جمهورية مصر، وسيربط بين العاصمة الادارية الجديدة وجميع النقاط الرئيسية في محافظتي القاهرة والجيزة ، كما يتم مد خط جديد لقطارات السكة الحديد لربط العاصمة الادارية بكل محافظات الجمهورية ، مما سيجعل من العاصمة الادارية الجديدة مثل القلب النابض لجمهورية مصر العربية بأكملها .

وتتسم مدينة العاصمة الإدارية الجديدة بجمعها بين نظامي المركزية الادارية واللامركزية الادارية ، حيث في حين انها ستكون مدينة تابعة لمحافظة القاهرة الا ان لها ادارتها الخاصة المنفصلة تماما عن محافظة القاهرة .

ويشمل الأمر أيضا الحماية الأمنية ، حيث تتسم العاصمة الإدارية الجديدة بنظام امني لم يسبق له مثيل في جميع انحاء الجمهورية ، فقد تم تغطية جميع طرق وشوارع المدينة بكاميرات المراقبة عالية الدقة ، بالإضافة الى احاطة المدينة بسور مرتفع مراقب بالكاميرات وبه بوابات مزودة بأحدث التقنيات التكنولوجية في التعرف على الوجوه ، ومراجعة من عليهم احكام سابقة او مطلوبين على ذمة قضية .

يوصلنا ذلك الى أهمية مشروع العاصمة الإدارية الجديدة ليعد أهم مشروع تمتلكه جمهورية مصر العربية في الوقت الحالي والذي نأمل ان يكمل في خطاه الثابتة ليعبر بمصر اقتصاديا الى مصاف الدول الاقتصادية الكبرى .