الاقتصاد التشاركي أو التعاوني كلا المرادفين يشير لذات المعنى وهو الاقتصاد القائم على الشراكة المستدامة بين الأفراد للأصول مادية كانت أو بشرية، وهنا التشارك يأتي بمفهومه الواسع فقد يكون مثار التشارك أصول قائمة أو منشئات تجارية أو بضائع أو خدمات، ومن صوره أيضاً الاستهلاك التشاركي سواء للخدمات فيما بين الأفراد وبعضهم البعض وبينهم وبين منشئات تجارية واقتصادية قائمة، وأساس فكرة الاقتصاد التعاوني هي تحقيق أفضل استفادة من التبادل المعلوماتي وتبادل الخبرات لتحقيق أفضل النتائج في توزيع تلك البضائع والخدمات والاستفادة من الطاقات الكاملة لعناصر المنظومة الاقتصادية التشاركية سواء المادية أو البشرية، ونرى اتجاه عالمي كبير في تطبيق هذا النوع الحديث والغير تقليدي في شكل الاقتصاد لما يتحقق مع تطبيقه من نجاحات على أرض الواقع.

الفكرة التي يقوم عليها نظام الاقتصاد التعاوني “parecom”

أساس فكرة الاقتصاد التشاركي هو وجود آلية عمل اقتصادية هي التي تقوم بإدارة الأصول والموارد الموارد وعمليات الإنتاج والاستهلاك والتوزيع في نطاق التطبيق لهذا الشكل الاقتصادي، والنظام التشاركي للاقتصاد ظهر كبديل لتركز رأس المال في يد شخص واحد أو كيان أحادي، والجدير بالذكر أن انتشار استخدام شبكة الإنترنت ساهم بشكل كبير في إنجاح فكرة الاقتصاد التشاركي، وذلك بسبب تنوع وتعدد حجم وطرق الأنشطة التعاونية التجارية مع وجود الإنترنت وقد استفاد رواد هذا النشاط الاقتصادي منه وحققوا منه أفضل استفادة ممكنة وقد ذكرنا بالفقرة السابقة أو أن أساس فكرة الاقتصاد التشاركي هو استغلال لكل عناصر المنظومة الاقتصادية لتحقيق أفضل العوائد للأفراد والكيانات المتشاركة.

الاقتصاد التشاركي نظام اقتصادي نجاحه فاق التوقعات

أثبت النظام الاقتصادي التشاركي نجاحه الفائق والذي قد يعلو حجم التوقعات التي تنبأت بنجاحه ولكن لم يتوقعوا انتشاره بهذا الشكل الكبير، فحينما ننظر لحجم المبيعات والأرباح التي تبعت تطبيق هذا النظام الاقتصادي سنجدها بلغت في عام 2012 15 مليار دولار ويتوقع أن يتضاعف هذا الرقم في 2025 لأرقام مذهلة وبحسب التنبؤات المدروسة فقد يصل حجم المبيعات والأرباح إلى 335 مليار دولار، وشبكة BWC أوضحت في تقرير مفصل انه في عام 2025 قد تصل عوائد الاقتصاد التشاركي على 530 مليار دولار وأن نسبة نموه ستتجاوز 25%،وذلك بالاستناد إلى الطبيعية الابتكارية والتطور المذهل الذي تشهده أنظمة الاقتصاد التشاركي، فالنظام التعاوني أصبح من أهم الأنماط الاقتصادية اللامركزية والتي تحقق للمنتفعين بها أفضل العوائد الربحية وهذا ما نستدل عليه من الأرقام والوقائع التي تشير إلى قوة وقدرة هذا النظام على النمو السريع.

أهداف الاقتصاد التشاركي

الأهداف التي يسعى النظام التشاركي لتحقيقها هي كالتالي:

• توفير أعلى عائد ربحي تشاركي.
• استغلال الموارد بشكل مقنن وتحقيق أعلى استفادة منها، سواء موارد بشرية أو مادية.
• الاستغلال المثالي للشبكة العنكبوتية لتحقيق أفضل النتائج للاقتصاد التعاوني.
• تشجيع الأشخاص العاديين على الاستثمار وخوض التجارب المربحة وكذلك تحفيزهم على التواصل المثمر.
• فكرة الاقتصاد التعاوني قائمة على أن الأفراد هم العنصر الرئيسي لنجاح المنظومة الاقتصادية بتشارك أفكارهم وتوحد جهودهم.
• يخلق الاقتصاد القائم على المشاركة فرص متجددة للنجاح وتحقيق أفضل استثمار للأصول القائم عليها مشروع التشارك.
• توفير دخل إضافي لعناصر المشروع، فمع دخلك التقليدي سيحقق لك استثمارك في مشروع تعاوني دخل مضمون يجعل حياتك أفضل.
• من خلال الاستهلاك التشاركي سيؤدي ذلك بالتبعية إلى انخفاض تكاليف الخدمات وكذلك السلع وسيعود عليك بالإيجاب على المدى القريب والبعيد.

مؤهلات مساعدة تضمن نجاح أهداف الاقتصاد التشاركي ووصوله لأعلى عوائد الربح والنجاح

هناك عوامل ومؤهلات تساهم في تعزيز فرص نجاح الاستثمار التشاركي وأهمها:

• سهولة تناقل المعلومات فأصبح الأمر أكثر سهولة وبعيد كل البعد عن أي تعقيد، فالتعاملات المباشرة لمجموعات الأفراد المتشاركون وانفتاح المعلومات وسهولة تشاركها جعل الأمر أكثر سهولة في تحقيق النتائج الفائقة للتوقعات.
• نمو السكان سكان العام وبحسب الدراسات سيصل عددهم مع قدوم عام 2050 على 9.3 مليار شخص، وستزيد الرقعة المتمدنة والحضارية بالدول المتقدمة والنامية لتبلغ 64.1%، و85.9%.
• مع ازدهار صور التحضر بالدول وتكاثر المشروعات ستظهر أفكار أكثر تطور لتنفيذها ضمن برامج الاقتصاد التشاركي وسيصبح نموذجاً مثالياً لتحقيق أفضل مشاركة للموارد والأصول والخدمات وتحصيل أفضل العوائد.

تطبيقات الاقتصاد التشاركي

العديد من أنماط وأشكال تطبيقات الاقتصاد التشاركي ومن أبرزها:

• الاستثمار التشارك في النقل والسكن.
• المشاركة الاقتصادية في المتاجر الإلكترونية.
• الخدمات اللوجستية.
• خدمات طلبات الطعام والأغذية
• الاستثمار في التعليم والمشروعات الخدمية.
• ربط الخدمات وتوصيلها ومن اهم صوره شركة أوبر المعروفة.
• من صور الاقتصاد التعاوني الخدمات المالية ومنصات الأعمال.
• الخدمات المنزلية كذلك من أهم تطبيقات الاقتصاد التشاركي.

“شركة أركان تؤيد فكرة الاقتصاد التشاركي وتساعد عملائها في تحقيق أفضل العوائد الربحية ومثال ذلك مشروع مدارس فيوتشر … القائم على مشاركة الأصول وتحقيق أفضل عوائد ربحية لكل المشاركين”.

 أهم الأعمال وأنجحها في تطبيق أفكار الاقتصاد التشاركي

UBEr

من أنجح الأعمال التي تقوم على الاقتصاد التعاوني في مجال النقل وقد حققت نجاحات مذهلة، وساهمت في الربط بين أصحاب السيارات وطالبي خدمة المشاركة مع تحقيق عوائد ربحية مشتركة بين التطبيق وصاحب السيارة.

Air BNB

وهي خدمة تعاونية أساها التشارك في تأجير الغرف السكنية أو مبادلتها، أو التشارك بالسكن وتتطبق في عدد كبير من دول العالم.

Hipcamp

لخدمات السفر والتخييم عن طريق الإنترنت وتقوم على تسهيل حجز أماكن بالمناطق الطبيعية والمحميات الطبيعية وكذلك الأماكن العادية التي يفضل الأشخاص تجربة التخييم بها واكتشافها مع عدم وجود اعتراض من أصحاب تلك الأراضي أو القائمين على إدارتها، وهو من التطبيقات الناجحة لأفكار الاقتصاد التشاركي.

Cohaealo

هو نظام مختص بتقديم الدعم اللوجيستي وتحليل المعلومات التي من شأنها معاونة الأنظمة الصحية من خلال إتاحتها للمعدات الطبية للتشارك عبر المرافق وهو ما سيؤدي في تسارع تدفق الأرباح وتطوير عناصر المنظومة وتحسين وسائل تحصيل الرعاية للأفراد.

مما سبق يتأكد لنا أن الهدف من تطبيق نظام الاقتصاد التشاركي هو تحقيق أفضل الاستفادة من الأصول والخدمات والموارد ومعه ستتحقق أفضل العوائد وسيصبح الربح مضمون وآمن.