من منا لا يحلم بتكوين رأس مال ضخم يمكنه من الاستثمار كيفما شاء في الكثير من المشروعات الاقتصادية ، لكن تأتي العقبات في بال من يحلم بذلك على الفور وتتحطم الآمال امام السؤال الاهم ، وهو من أين يمكن جني رأس المال الضخم في تلك الظروف الصعبة والاستثنائية التي يمر بها العالم ؟

في الحقيقة توجد اجابة لهذا السؤال رغم اعتقادك الدائم  بعدم وجود أي حلول ، والحل يكمن في مصطلح واحد فقط وهو ” الاقتصاد التشاركي ” .

حيث يعني هذا المصطلح باختصار ان يتعاون طرفين أو اكثر في توصيل السلع للمستهلكين التي قاموا بشرائها عن طريق الانترنت .. أو ان تتعاون مع طرف اخر لتقدم أي خدمة تمتلكها .

وبالطبع سيأتي في بالك على الفور ان هذا النموذج هو ما تقوم به شركة اوبر الان ، والتي تدور مهمتها فقط حول توصيل طرفين ، احدهم يطلب خدمة التوصيل ، والاخر يملك السيارة المناسبة التي تمكنه من توصيل الطرف الاول .. وهنا لا داعي لذكر المليارات من الارباح التي قامت شركة اوبر بجنيها منذ تأسيسها

لكن ما يهم هو عدم شعورك بالإحباط من عدم وجود افكار جديدة قد تقدم في سوق الاقتصاد التشاركي ..

فعالمنا حاليًا على الرغم من تقدمه وتطوره الا انه مازال يفتقر للعديد من الخدمات التي لم تحل بعد

كما يمكنك ايضًا ان تصنع نموذجك من الاقتصاد التشاركي خاص بمشكلات مجتمعك فقط ، فالعديد من المشكلات ليس بالضرورة ان تكون عالمية ويمر بها كل العالم ، لكن هناك من المشاكل الصغيرة التي يمر بها كل مجتمع يمكنك ان تستلهم منها فكرتك الخاصة وتنشئ مشروعك الجديد على غرار ما فعلته اوبر سابقًا

والامثلة على ذلك كثيرة ، فبعض المجتمعات كانت تفتقر الى وسيط يربط بين من يبحث على وظيفة واخر لا يجد الموظف الجيد الذي يبحث عنه .. ومجتمعات اخرى كانت تفتقر الى خدمة توصيل الديلڤري البسيطة .. واخرين كانوا يفتقدون طريقة سهلة لحجز تذاكر السفر او أي نوع من التذاكر الاخرى .. بل الامر قد تطور الى تقديم خدمات حكومية عن طريق طرف يقوم بإنهاء كل ما تحتاجه من اوراق حكومية وايصالها للطرف الاخر دون عناء .

والامثلة على ذلك لن تنتهي ، كما ان حلمك لابد ان لا ينتهي ايضًا قبل ان تحققه ، فمن أجله واصل البحث والدراسة الجادة حول مجتمعك وما يمر به من افتقار لبعض الخدمات وابدأ على الفور في تنفيذ فكرتك التي لن تكلفك شئ في ظل فكرة الاقتصاد التشاركي ، فكل ما تحتاجه هنا هو الفكرة الجيدة والاصرار على تنفيذها قبل ان تصبح نادمًا على ان احدهم قد سبقك اليها .